السلام عليكم
أثارني اليوم ذلك الخبر المدهش ،والذي جاء من وكالات الأنباء الإيطالية ،التي أعلنت من خلاله انضمام عميد المنتخب المغربي حسين خرجة للفريق العملاق إنتير ميلانو ،ليجاور نجوم العالم للكرة المستديرة، وعلى رأسهم صامويل إيطو ،ودييغو ميليتو وغيرهم كثير... وهنا تعود بي ذاكرة العشق الكروي لفترة تألق فيها النجوم العرب في القارة العجوز ،حيث دكوا شباك كبريات الأندية الأوروبية ،ووقفت خلالها الجماهير الأوروبية دقائق تصفق للعرب الأفذاذ ،ومن ذا الذي ينسى كعب القدم الذي أدخل به المتألق الجزائري رابح ماجر كرة مزغردة في شباك العملاق البلجيكي جون ماري بفاف الذي كان يحرس حينها مرمى الفريق البافاري العريق باييرن ميونيخ، وبعدها مرر ماجر كرة رائعة من الجناح الأيسر ليتلقاها مهاجم بورتو الآخر ويسجل الهدف الثاني ،لينال بورتو البرتغالي كأس أوروبا للفرق البطلة كما كانت تسمى في الثمانينات ويسجل ماجر نفسه كنجم مطلق لتلك المباراة...
وهنا أيضا تحضرني مباراة تاريخية في نهائي الكأس الإسبانية ،أو ما يعرف بالكوبا دي ري ،والتي جمعت في نهاية الثمانينات فريق مايوركا والعملاق الكطلوني البارصا ،وكانت المبارة تجري في حضور الملك الإسباني خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا ،وهل تعلمون من كان عميد فريق مايوركا ؟؟ لم يكن أحدا آخر غير الحارس المغربي الخرافي بادو الزاكي ،وتألق تألقا لا حد له في تلك المباراة الليلية الرائعة ،وانتزع إعجاب كل من حضر أو تابع أو شاهد ذلك النهائي الخالد ،لكون نادي مايوركا صعد لتوه من القسم الثاني ووصل لنهائي لا يصله إلا عمالقة الكرة الإسبانية ،ومن ذا الذي ينسى التصدي البديع للحارس الزاكي لضربة جزاء نفذها لاعب لا يضيع تلك الضربات أبدا لأن اسمه رونالد كومان المدافع الهولاندي الذي لا يتكرر، ورغم هزيمة مايوركا بهدفين لواحد فقد كان ذلك اللاعب العربي المغربي النجم الأول للمباراة ، ويكفي أنه بعد عودته لمايوركا تم خلق مجسم لهذا الحارس الخلوق من البرونز لا زال شاهدا حتى اليوم على تفوق هذا المبدع ،وهو في متحف فريق جزيرة مايوركا لحد هذه الساعة ... ومن ذا الذي ينسى ما فعله الرائع نور الدين النيبت في فريق ديبورتيفو لا كورونيا؟؟ ... إنه وبمنتهى البساطة منح رفقة زميله الرائع صلاح الدين بصير لاعب الرجاء البيضاوي والهلال السعودي سابقا ،أول بطولة للدوري الإسباني الكبير، وكان النيبت عميدا لذاك الفريق الذي لم يكن حتى في الحلم، يظن نفسه في القسم الأول، فمابالك أن يجعل البارصا ومدريد وراءه في الترتيب النهائي لدوري أواسط التسعينات، ويتوج بطلا في ليلة لن تنساها لاكورنيا أبدا...
ختاما ،وإن كان حديث كهذا لا تختمه صفحة أو كتاب ،لأن ما لم أذكره أكثر بكثير من الذي جاء في الموضوع ،وأنتظر من إخوتي العرب في مشارق الأمة ومغاربها أن ينيروا هذا الموضوع بتفاصيل أخرى قد أكون نسيتها أو لم يسنح لي الوقت بكتابتها ،لنضيء صفحاتنا المشعة من جديد لتكون قوة دفع كبرى لشبابنا العربي ،من أجل أن يؤمن ويثق بقدرته على الوصول للعالمية إن اجتهد وثابر واحترم أبجديات الإحتراف الكروي على أصوله ... شكرا لحسين خرجة ولكل من سبقه أو سيليه من نجوم جعلوا ذكر العرب على كل لسان في أعلى منصات الإبداع الكروي...
تقبلوا تقديري ،وفي انتظار مداخلاتكم النيرة.