التأجيل الثاني لقمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط

التأجيل الثاني لقمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط
جمال وهبي

على غرار ما كان متوقعا، فقد تم تأجيل انعقاد مؤتمر القمة من أجل المتوسط، والذي كان من المتوقع انعقاده بمدينة برشلونة يوم 21 من الشهر الجاري. فقد قررت كل من فرنسا، وإسبانيا، ومصر تعليق موعد عقد المؤتمر إلى إشعار آخر. وأفاد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيير لولوش

أن «المواقف الأخيرة لإسرائيل من القضية الفلسطينية لا تساعد على الإعداد للقمة من أجل المتوسط في 21 نوفمبر في مدينة برشلونة»، مضيفا القول أمام لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية «أنهم يعملون بشكل فاعل جدا على استمرار هذه القمة والحفاظ عليها إلا أن المواقف الإسرائيلية لا تساعد على ذلك». وأضاف لولوش أن تعنت إسرائيل ومواقفها «لا تساعد العرب على المجيء إلى طاولة الاتحاد من أجل المتوسط»، مشيرا إلى أن «الاتحاد من أجل المتوسط رهين للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني». ويعتبر التأجيل الثاني لقمة برشلونة بعد التأجيل الأول في شهر يونيو الماضي، والتي كانت تراهن عليها إسبانيا، في رأي العديد من المراقبين والدبلوماسيين دليلا على عدم فعالية الاتحاد من أجل المتوسط، رغم المحادثات المنعقدة في باريس بين وزيري الخارجية الفرنسي والمصري، برنار كوشنير واحمد أبو الغيط اللذين يتبوأ بلداهما الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط. وسافر ميغيل أنخيل موراتينوس الأسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا من طرف ثاباتيرو إلى دول المغرب العربي، اختتمها بلقاء مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بطنجة من أجل كسب تأكيدات لحضور القمة، وهي المحاولات التي باءت بالفشل. مصادر ديبلوماسية أخرى أفادت بأن نهاية الاتحاد من أجل المتوسط كانت أمرا متوقعا في ظل توسع إسرائيلي مستمر وسياسة رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين ناتنياهو الرافضة لأي سلام حقيقي ولقيام دولة فلسطينية، كما «أن أغلبية الدول المشاركة هي في صراع مع بعضها البعض، وقضاياها مجمدة»، وبالتالي فإن فكرة الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي في إطلاق مسار جديد للاتحاد من أجل المتوسط دخل مرحلة الاحتضار الفعلي.