بسم الله الرحمن الرحيم
تكتسب شبكة الانترنت عامة، ومحرك البحث الشهير "غوغل" Google خاصة، حجماً متزايداً في الحياة العملية والاقتصادية للكثير من الناس، غير أنها تحولت أيضاً إلى "كتاب مفتوح" يكشف أدق التفاصيل عن حياة الناس الاجتماعية، حتى تلك التي يحاولون إخفائها أثناء رحلة البحث عن شريك الحياة.
فقد أظهرت الدراسات أن أعداداً متزايدة من الناس يعمدون إلى استخدام محرك غوغل لسبر أغوار الطباع الحقيقية لشركائهم العاطفيين، خاصة الجوانب التي يحرصون على إخفائها.
وفي هذا السياق قالت كاتيا ليرد التي تصنّف نفسها "مهووسة تواصل اجتماعي إلكتروني" إنها تحرص دائماً على توجيه صديقاتها نحو استخدام قدرات موقع غوغل لمعرفة تفاصيل عن شركائهن.
وتحرص ليرد على تحضير صديقاتها لأي نتائج قد يظهرها البحث بحيث لا يقعن تحت هول الصدمة.
وتروي الشابة التي لا تتجاوز من العمر 24 عاماً تفاصيل من تجربتها قائلة: "في بعض الأحيان قد تكون النتائج مرعبة ... ذات مرة قادني البحث عن معلومات حول أحد الشبان الذي أراد الخروج معي إلى اكتشاف أنه مفتون بمصاصي الدماء."
وشرحت لير أهمية ما تفعله قائلة: "لا يمكنك الحصول على هذه التفاصيل حول الشاب من خلال بضع جلسات معه على أكواب جعة."
إلا أن "مهووسة التواصل الاجتماعي الإلكتروني" صادفت "مهووساً" مثلها ذات يوم، قام بتعقب جميع خطواتها على الشبكة العنكبوتية لمعرفة تفاصيل حياتها الشخصية السرية وفقاً للأسوشيتد برس.
كما كشفت شابة أخرى أنها كانت تستعد للخروج في موعد مدبّر مسبقاً، مع شاب رشحته لها أمها باعتباره "الشخص المناسب" قبل أن تكتشف صوره عارياً في مغطس السباحة على موقع Myspace.
فيما وقعت ليزا فيليبس ضحية تشابه الأسماء، عندما قامت بالبحث عن معلومات حول اسمها عبر شبكة الانترنت، لتكتشف وجود صور عاريةلممثلة أفلام خليعة تحمل الاسم نفسه.
من جهته أشاد براد وايت بأهمية المعلومات التي يقدمها موقع غوغل، بطريقة غير مباشرة طبعاً، عن طباع الأشخاص وأهوائهم، لافتاً إلى أنه ارتبط بصديقته الحالية بعدما اكتشف نوعية الأغاني التي تحب الاستماع إليها عبر الشبكة.
إلا أن آخرين أشاروا إلى الميزة الأهم التي يكفل موقع البحث تحقيقها لرواده، وهي كسر جليد اللقاء الأول، رغم أن طرفي اللقاء لن يقّرا بأنهما أجريا بحثاً خاصاً عبره.
وأوضح ديفيد سيلفر، الأستاذ المساعد في دراسات الإعلام بجامعة سان فرانسيسكو ذلك قائلاً : "سيجلس الواحد منهم قبالة الأخر ويهز رأسه بلهفة عند سماع أي قصة، رغم معرفته المسبقة بكامل تفاصيلها."
وفي نهاية المطاف ينصح المهتمون بالجانب الاجتماعي من العلاقات بالنظر إلى المعلومات التي تقدمها مواقع البحث بصورة موضوعية، وبمنح "اللقاء الأول" والاحتكاك الإنساني المباشر فرصة النجاح