قال الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- فيما يستفاد من قوله عز وجل:
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ (177)} [الأعراف]
فيه مسائل:
الأولى: معرفة أن لا إله إلا الله، كما في قصة آدم وإبليس، ويعرف ذلك من عرف أسباب الشرك: وهو الغلو في الصالحين، والجهل بعظمة الله.
الثانية : معرفة أن محمدا رسول الله، يعرفه من عرف عداوة علماء أهل الكتاب له .
الثالثة : معرفة الدين الصحيح والدين الباطل، لأنها نزلت في إبطال دينهم الذي نصروا، وتأييد دينه الذي أنكروا .
الرابعة : معرفة عداوة الشيطان ومعرفة حيله.
الخامسة : أن من انسلخ من الآيات أدركه الشيطان، ومن لم ينسلخ منها حمته منه، ثم صار أكثر من ينتسب إلى العلم يظن العكس .
السادسة : خوف الخاتمة كما في حديث ابن مسعود .
السابعة : عدم الاغترار بغزارة العلم.
الثامنة : عدم الاغترار بصلاح العمل.
التاسعة : عدم الاغترار بالكرامات وإجابة الدعاء .
العاشرة : أن الانسلاخ لا يشترط فيه الجهل بالحق أو بغضه .
الحادية عشر : أن من أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فلو عرف الحق وأحبه فقد انسلخ، ولو عرف الباطل وأبغضه.
الثانية عشر :معرفة الفتنة وأنه لا بد منها; فليتأهب وليسأل الله العافية، لقوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت آية : 2].
الثالثة عشر : عدم أمن مكر الله .
الرابعة عشر : عقوبة العاصي في دينه ودنياه .
الخامسة عشر : ذكر مشيئة الله، وذكر السبب من العبد .
السادسة عشر : أن محبة الدنيا تكون سبباً لردة العالم عن الإسلام.
السابعة عشر : تمثيل هذا العالم بالكلب في اللهث على كل حال .
الثامنة عشر : أن هذا مثل لكل من كذب بآيات الله، فليس مختصاً .
التاسعة عشر : ذكر كونه سبحانه أمر بقص القصص على عباده .
العشرون : ذكر الحكمة في الأمر به .
الحادية والعشرون : قوله: {سَاءَ مَثَلًا} كقوله: {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ} ، والله أعلم .
>المرجع : (الدرر السنية مجلد 13 الصفحة 204-205)